
القذف المبكر
إن مسار الاستجابة الجنسية بالنسبة للمرأة أو الرجل يمر عبر عدة مراحل انطلاقا من الرغبة الجنسية وهو الدافع الأول للبحث عن العلاقة تليها في مرحلة ثانية الإثارة ثم النشوة الجنسية كمرحلة أخيرة تتجسد في القذف لدى الرجل وتشمل الاضطرابات الجنسية مختلف هذه المراحل إذ يوجد اضطرابات الرغبة والذي نعني به فقدان الرغبة الجنسية الذي يكون إما جزئيا أو كليا وهناك اضطرابات الإثارة وهي تتمثل في وجود الرغبة دون حدوث إثارة خلال بداية ممارسة العلاقة ويمكن أن لا تحدث الإثارة أبدا أو أن تحدث بطريقة غير كافية ويلاحظ هذا الاضطراب على الذكور أكثر بما أن فقدان الإثارة سيؤدي إلى عدم حدوث الانتصاب أو حدوث انتصاب ضعيف أما بخصوص اضطرابات النشوة فهي كثيرة وبالنسبة لاضطرابات النشوة لدى الرجل قد نجد القذف المبكر وهي المرحلة التي يحدث فيها القذف قبل أوانها أي قبل وصول الشريكين إلى النشوة الجنسية ويمكن أن نجد كذلك القذف المتأخر أو إنعدام القذف الكلي رغم وجود النشوة ويوجد أيضا القذف المؤلم .
ولزمن غير بعيد جدا لم يكن القذف المبكر اضطرابا بل تم تصنيفه كاضطراب بحسب ما فرضته المفاهيم الجديدة التي رافقت التطور والتي أخرجت دور المرأة الجنسي من مجرد إنجاب الأطفال بإكسابها حقها في التمتع بالعلاقة الجنسية وبلوغ النشوة مثلها مثل الرجل ومن هنا فإن القذف المبكر سيؤثر على أداء الرجل في العلاقة الجنسية وأيضا على نجاح هذه العلاقة في نظر الشريكين وخاصة في مدى رضا الشريكة.
الأسبابكغيره من الاضطرابات الجنسية فإن اضطراب القذف المبكر أسبابه يمكن أن تكون مزدوجة عضوية ونفسية أما بخصوص الأسباب العضوية فتوجد عدة أمراض يمكن أن تؤثر على القذف لدى الرجل ومن ذلك مرض السكري والغدة الدرقية والتهابات البروستاتا وضغط الدم والسمنة أما بالنسبة للعوامل النفسية فهي عديدة ومتشبعة إذ يمكن أن يكون القذف المبكر ناتجا عن الضغط النفسي أو عن طبيعة الحياة الجنسية لدى الرجل إذ يختلف الأمر بين رجل متعدد الشريكات وبين رجل له شريكة جنسية واحدة وهي مسألة محددة كذلك في العلاج باعتبار أن العلاج لن يكون أحاديا بل يفترض أن يكون بالتعاون مع الشريكة وبالتالي في حال كان للرجل شريك واحدة فإن العلاج سيكون أسهل . ويمثل الموروث الاجتماعي والديني كذلك عاملا هاما ومؤثر على الحياة الجنسية سواء للمرأة أو للرجل ويؤثر على مختلف مراحل النشوة من الرغبة إلى الإثارة ووصولا إلى مرحلة القذف كما يعد اكتشاف الجنس عن طريق الأفلام الإباحية والتجارب الأولية التي حدثت بطريقة خاطئة أمرا يمكن أن يؤدي إلى القذف المبكر. ويؤثر اضطراب القذف المبكر لا سيما باقي الاضطراب الجنسية على الحياة بين الشريكين ويمكن أن يخلق العديد من الإشكاليات والصعوبات التي من الممكن أن تنتهي بالعنف أو بالطلاق لذلك يجب الوعي أولا بأهمية علاج هذه الاضطرابات وعدم تجاهلها .
العلاجإن علاجات القذف المبكر متعددة ومتنوعة وهي تتوزع بين العلاجات الدوائية والنفسية ويلجأ الأطباء دائما في مرحلة أولى في حال التأكد من عدم وجود مشاكل عضوية مسببة لسرعة القذف إلى العلاجات النفسية والتي تكون من خلال تمارين الاسترخاء التي تساعد على تهدئة الأعصاب وعلى التقليل من حدة الضغط النفسي وتمارين التنفس بالبطن كما يعمل المختص على تثقيف المريض جنسيا وتفسير المرض له وهو ما يمكنه أن يساعد المريض بشدة على التحسن بسرعة، كما يعتمد الطبيب أيضا العديد من التقنيات العلاجية الأخرى حسب ما يراه مناسبا ووضعية المريض.